لهجة باول الهادئة ليست كافية لمعالجة معاناة الأسواق من التضخم .. هل يصدقه المستثمرون ؟

لهجة باول الهادئة ليست كافية لمعالجة معاناة الأسواق من التضخم .. هل يصدقه المستثمرون ؟
باول خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بعد قرار إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير. "الفرنسية"

الرسالة المطمئنة التي أرسلها جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي عقب اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي، قد لا تؤدي إلى تهدئة مستثمري الأسهم والسندات الأمريكية المنهكين، حيث تعمل حالة عدم اليقين بشأن مسار التضخم على تكثيف التركيز على البيانات القادمة.

على الرغم من اعتراف باول يوم الأربعاء بعدم إحراز تقدم أخيرا في معركة بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد ارتفاع أسعار المستهلكين، فإنه كرر وجهة النظر القائلة بأن أسعار الفائدة من المرجح أن تتجه نحو الانخفاض هذا العام. كان ذلك بمنزلة ارتياح لأولئك الذين يشعرون بالقلق من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتطلع إلى مزيد من زيادات أسعار الفائدة بعد ثلاثة أشهر متتالية من التضخم الذي جاء أقوى من المتوقع.

ومع ذلك، يرى بعض المستثمرين أن السوق من غير المرجح أن تصدق كلمة باول هذه المرة بعد أن أعقب التحول الحذر الذي تم الترحيب به كثيرا في ديسمبر أشهر عدة من المفاجآت الصعودية بشأن التضخم والتوظيف. وقالوا إن سلسلة أخرى من البيانات الاقتصادية القوية يمكن أن تحيي المخاوف من رفع أسعار الفائدة وتزيد من الاضطرابات في الأسهم والسندات.

تأتي أول نقطة بيانات رئيسة يوم الجمعة، مع تقرير التوظيف الأمريكي الذي يحظى بمتابعة وثيقة. المزيد من الأدلة على أن سوق العمل أقوى من المتوقع يمكن أن يستمر في تآكل التوقعات بشأن مدى عمق خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام.

ويقوم المستثمرون الآن بتسعير التخفيضات بنحو 35 نقطة أساس في 2024، مقارنة بأكثر من 150 نقطة أساس تم تسعيرها في يناير. وستتبع البيانات المتعلقة بكل شيء بدءا من التضخم وحتى مبيعات التجزئة في وقت لاحق من الشهر.

وظل مستثمرو السندات يكافحون لأشهر عدة، مع ارتفاع عائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام بمقدار 70 نقطة أساس منذ بداية العام حتى الآن.

وقال بول ميلكزارسكي، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي العالمية في برانديواين جلوبال: "لقد تأرجحت توقعات السوق من طرف إلى آخر". ويراهن على سندات الخزانة لأجل خمسة وسبعة أعوام مقارنة بالمؤشر القياسي لشركته، تحسبا لخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في نهاية المطاف أكثر من ذلك.

وأضاف "بطبيعة الحال فإن السوق حذرة بعض الشيء.. وتنتظر البيانات لتؤكد وجهة النظر الأساسية لبنك الاحتياطي الفيدرالي بأن التضخم يمكن أن ينخفض إلى 2 % دون الحاجة إلى الركود".

ويخشى بعض المستثمرين أن الوقت قد ينفد بالنسبة إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. ترى بليرينا أوروتشي، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في T Rowe Price، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى بيانات أضعف من المتوقع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل ليكون واثقا بما يكفي لخفض أسعار الفائدة.

ويشعر آخرون بالقلق من أن المعدلات المرتفعة ستبدأ قريبا في الضغط على بعض الشركات الأمريكية. جوناثان دوينسينج، رئيس الدخل الثابت الأمريكي في شركة Amundi US، يفضل ديون الشركات من الدرجة الاستثمارية جزئيا لأنه يرى أن فترة طويلة من أسعار الفائدة المرتفعة يمكن أن توجد بعض الضغط في الشركات ذات التصنيف المنخفض.

هذا لا يعني أن المستثمرين قد فقدوا الأمل تماما في تخفيض أسعار الفائدة. يرى توني ويلش، كبير مسؤولي الاستثمار في SignatureFD، أن معظم الارتفاعات في التضخم في وقت سابق من هذا العام جاء بسبب أسعار السلع الأساسية، التي ارتفعت جزئيا بسبب المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

الأكثر قراءة